فصل: تفسير الآية رقم (66):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.تفسير الآية رقم (66):

قوله تعالى: {هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَالله يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (66)}

.من أقوال المفسرين:

.قال البقاعي:

ثم استأنف تبكيتًا آخر فقال منبهًا لهم مكررًا التنبيه إشارة إلى طول رقادهم أو شدة عنادهم: {ها أنتم هؤلاء} أي الأشخاص الحمقى، ثم بين ذلك بقوله: {حاججتم} أي قصدتم مغالبة من يقصد الرد عليكم {فيما لكم به علم} أي نوع من العلم من أمر موسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام لذكر كل منهما في كتابكم وإن كان جدالكم فيهما على خلاف ما تعلمون من أحوالهما عنادًا أو طغيانًا {فلم تحاجون} أي تغالبون بما تزعمون أنه حجة، وهو لا يستحق أن يسمى شبهة فضلًا عن أن يكون حجة {فيما ليس لكم به علم} اصلًا، لكونه لا ذكر له في كتابكم بما حاججتم فيه مع مخالفته لصريح العقل {والله} أي المحيط بكل شيء {يعلم} أي وأنتم تعلمون أن مجادلتكم في الحقيقة إنما هي مع الله سبحانه وتعالى، وتعلمون أن علمه محيط بجميع ما جادلتم فيه {وأنتم} أي وتعلمون أنكم أنتم {لا تعلمون} أي ليس لكم علم أصلًا إلا ما علمكم الله سبحانه وتعالى، هذا على تقدير كون ها في {ها أنتم} للتنبيه، ونقل شيخنا ابن الجزري في كتابه النشر في القراءات العشر عن أبي عمرو بن العلاء وعن أبي الحسن الأخفش أنها بدل من همزة، وروي عن أبي حمدون عن اليزيدي أن أبا عمرو قال: وإنما هي {أأنتم} ممدودة، فجعلوا الهمزة هاء، والعرب تفعل هذا، فعلى هذا التقدير يكون استفهامًا معناه التعجيب منهم والتوبيخ لهم. اهـ.

.قال ابن عادل:

قوله تعالى: {هَا أَنْتُمْ}.
القراء في هذه على أربع مراتِبَ، والإعراب متوقِّفٌ على ذلك:
المرتبة الأولى للكوفيين وابن عامر والبَزِّي عن ابن كثير: ها أنتم- بألف بعد الهاء، وهمزة مخففة بعدها.
المرتبة الثانية لأبي عمرو وقالون عن نافع: بألف بعد الهاء، وهمزة مسهَّلَة بين بين بعدها.
المرتبة الثالثة لورش، وله وجهانِ:
أحدهما: بهمزة مسهلة بين بين بعد الهاء دون ألف بينهما.
الثاني: بألفٍ صريحةٍ بعد الهاء بغير همزة بالكلية.
المرتبة الرابعة لقُنْبُل بهمزة مُخَفَّفَة بعد الهاء دون ألف.
فصل:
اختلف الناسُ في هذه الهاء: فمنهم من قال: إنها ها التي للتنبيه الداخلة على أسماء الإشارة، وقد كثر الفصلُ بينها وبين أسماء الإشارةِ بالضمائر المرفوعة المنفصلة، نحو: ها أنت ذا قائمًا، وها نحن، وها هم، وهؤلاء، وقد تُعادُ مع الإشارة بعد دخولها على الضمائرِ؛ توكيدًا، كهذه الآية، ويقل الفصل بغير ذلك كقوله: [البسيط]
تَعَلَّمَنْ هَا- لَعَمْرُ اللهِ- ذَا قَسَمًا ** فَاقْدِرْ بِذَرْعِكَ وَانْظُرْ أيْنَ تَنْسَلِكُ

وقول النابغة: [البسيط]
هَا- إنَّ- ذِي عِذْرَةٌ أن لا تَكُنْ قُبِلَتْ ** فَإِنَّ صَاحِبَهَا قَدْ تَاهَ في الْبَلَدِ

ومنهم من قال: إنها مُبْدَلَةٌ من همزة الاستفهام، والأصل: أأنتم؟ وهو استفهام إنكار، وقد كثر إبدال الهمزة هاء- وإن لم ينقس- قالوا هَرَقْتُ، وهَرَحْتُ، وهَنَرتُ، وهذا قول أبي عمرو بن العلاء، وأبي الحسن الأخفش، وجماعة، وأستحسنه أبو جعفر، وفيه نظرٌ؛ من حيث أنه لم يثبُت ذلك في همزة الاستفهام، لم يُسْمَع: هَتَضْرِبُ زَيْدًا- بمعنى أتَضْرِبُ زيدًا؟ وإذا لم يثبت ذلك فكيف يُحْمَلُ هذا عليه؟
هذا معنى ما اعترض به أبو حيان على هؤلاء الأئمةِ، وإذا ثبت إبدال الهمزة هاءٌ هان الأمر، ولا نظر إلى كونها همزةَ استفهام، ولا غيرها، وهذا- أعني كونها همزة استفهام أبْدِلت هاءً- ظاهر قراءة قُنْبُلٍ، وورش؛ لأنهما لا يُدْخِلان ألفًا بين الهاء وهمزة أنتم؛ لأن إدخال الألف لما كأن لاستثقال توالي همزتين، فلما أبدلت الهمزة هاء زال الثقل لفظًا؛ فلم يُحتَج إلى فاصلةٍ، وقد جاء إبدال همزة الاستفهام ألفًا في قول الشاعر: [الكامل]
وَأتَتْ صَوَاحِبَهَا، وَقُلْنَ هَذَا الَّذِي ** مَنَحَ الْمَوَدَّةَ غَيْرَنَا وَجَفَانَا

يريد أذا الذي؟
ويضعف جعلها- على قراءتهما- ها التي للتنبيه؛ لأنه لم يُحْفَظ حَذْفُ ألِفِها، لا يقال: هَذَا زيد- بحذف ألف ها- كذا قيل.
قال شهاب الدّينِ: وقد حذفها ابنُ عامر في ثلاثة مواضع- إلا أنه ضم الهاء الباقية بعد حذف الألف- فقرأ- في الوصل-: {يا أيها الساحر} [الزخرف: 49] و{وتوبوا إِلَى الله جَمِيعًا أَيُّهَا المؤمنون} [النور: 31]، و{سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثقلان} [الرحمن: 31]، ولكن إنما فعل ذلك اتباعًا للرسم؛ لأن الألفَ حُذِفَتْ في مرسوم مصحف الشام في هذه الثلاثة، وعلى الجملة فقد ثبت حذف ألف ها التي للتنبيه. وأمَّا من أثبت الألف بَيْن الهاء وبين همزة أنتم فالظاهر أنها للتنبيه، ويضعف أن تكون بدلًا من همزة الاستفهام؛ لما تقدم من أن الألف إنما تدخل لأجل الثقل، والثقل قد زال بإبدال الهمزة هاء، وقال بعضهم: الذي يقتضيه النظر أن تكون ها- في قراءة الكوفيين والبَزِّيّ وابن ذكوان-، للتنبيه؛ لأن الألف في قراءتهم ثابتة، وليس من مذهبهم أن يفصلوا بين الهمزتين بألف، وأن تكون في قراءة قُنْبُل وورش- مُبْدَلَة من همزة؛ لأن قُنْبُلًا يقرأ بهمزة بعد الهاء، ولو كانت ها للتنبيه لأتى بألف بعد الهاء، وإنما لم يُسهِّل الهمزة- كما سَهَّلَها في {أَأَنذَرْتَهُمْ} ونحوه لأن إبدال الأولى هاء أغناه عن ذلك، ولأن ورشًا فعل فيه ما فعل في: {أَأَنذَرْتَهُمْ} ونحوه من تسهيل الهمزة، وترك إدخال الألفِ، وكان الوجه في قراءته بالألف- أيضا- الحمل على البدل كالوجه الثاني في {أَأَنذَرْتَهُمْ} ونحوه.
وما عدا هؤلاء المذكورين- وهم أبو عمرو وهشام وقالون- يحتمل أن تكون ها للتنبيه، وأن تكون بدلًا من همزة الاستفهام.
أما الوجه الأول فلأن ها التنبيه دخلت على أنتم فحَقَّق هشام الهمزة كما حققها في هؤلاء ونحوها، وَخَفَّفَهَا قالون وأبو عمرو؛ لتوسُّطِها بدخول حرف التنبيه عليها، وتخفيف الهمزة المتوسطة قَوِيٌّ.
الوجهُ الثاني: أن تكونَ الهاءُ بدلًا من همزة الاستفهام؛ لأنهم يَفْصِلُون بين الهمزتين بألفٍ، فيكون أبو عمرو وقالون على أصلهما- في إدخال الألف والتسهيل- وهشام على أصله- في إدخال الألف والتحقيق- ولم يُقْرَأ بالوجه الثاني- وهو التسهيل- لأن إبدال الهمزة الأولى هاءً مُغْنٍ عن ذلك.
وقال آخرون: أنه يجوز أن تكون ها- في قراءة الجميع- مُبْدَلَةً من همزة، وأن تكون التي للتنبيه دخلت على أنتم ذكر ذلك ابو علي الفارسي والمَهْدَوِي ومَكِيّ في آخرين.
فأما احتمال هذين الوجهين- في قراءة أبي عمرو وقالون عن نافع، وهشام عن ابن عامر- فقد تقدم توجيهه، وأما احتمالهما في قراءة غيرهم، فأما الكوفيون والبَزِّيُّ وابنُ ذكوان فقد تقدم توجيه كون ها- عندهم- للتنبيه، وأما توجيه كونها بدلًا من الهمزة- عندهم- أن يكون الأصل أنه أأنتم، ففصلوا بالألف- على لغة مَنْ قال: [الطويل]
.................................. ** أأنتِ أمْ أمُّ سَالِمِ

ولم يعبئوا بإبدال الهمزة الأولى هاءً؛ لكَوْن البدَلِ فيها عارضًا، وهؤلاء، وإن لم يكن من مذهبهم الفصل لكنهم جمعوا بين اللغتين.
وأما توجيه كونها بدلًا من الهمزة- في قراءة قُنْبُلٍ وورشٍ- فقد تقدم، وأما توجيه كونها للتنبيه في قراءتهما- وإن لم يكن فيها ألف- أن تكون الألف حُذِفَتْ لكثرة الاستعمال، وعلى قول مَنْ أبدل كورشٍ حذفت إحدى الألفين؛ لالتقاء الساكنين.
قال أبو شَامَةَ: الأولى في هذه الكلمة- على جميع القراءات فيها- أن تكون ها للتنبيه؛ لأنا إن جعلناها بدلًا من همزةٍ كانت الهمزةُ همزةَ استفهامٍ، و{هاأنتم} أينما جاءت في القرآن إنما جاءت للخبر، لا للاستفهام، ولا مانع من ذلك إلا تسهيلُ مَنْ سَهَّل، وحَذْفُ مَنْ حذف، أما التسهيل فقد سبق تشبيهه بقوله: {لأَعْنَتَكُمْ} [البقرة: 220] وشبهه، وأما الحذف فنقول: ها مثل أما- كلاهما حرف تنبيه- وقد ثبت جواز حذف ألف أما فكذا حذف ألف ها وعلى ذلك قولهم: أمَ واللهِ لأفْعَلَنَّ.
وقد حمل البصريون قولهم: هَلُمَّ على أن الأصل هَالُمَّ، ثم حذف الف ها فكذا {هاأنتم}. وهو كلام حَسَنٌ، إلا أنَّ قوله: إن {هاأنتم}- حيث جاءت- كانت خبرًا، لا استفهامًا ممنوع، بل يجوز ذلك، ويجوز الاستفهام، انتهى.
ذكر الفرّاءُ أيضا- هنا- بحثًا بالنسبة إلى القصر والمد، فقال: من أثبت الألفَ في ها، واعتقدها للتنبيه، وكان مذهبُه أن يقصر في المنفصل، فقياسه هنا قَصْر الألف سواء حقَّق الهمزة، أو سهلها، وأمّا من جعلها للتنبيه، ومذهبه المد في المنفصل، أو جعل الهاء مبدلة من همزة استفهام- فقياسه أن يمد- سواء حقق الهمزة أو سهلها-.
وأما ورش فقد تقدم عنه وجهان: إبدال الهمزة- من أنتم- ألفًا، وتسهيلها بَيْن بَيْنَ، فإذا أبدل مَدَّ، وإذا سهَّل قَصَر، إذا عُرِف هذا ففي إعراب هذه الآيةِ أوجُهٌ:
أحدها: أنَّ {أنتم} مبتدأ، و{هَؤُلاَءِ} خبره، والجملة من قوله: {حَاجَجْتُمْ} في محل نصب على الحال يدل على ذلك تصريحُ العَرَب بإيقاع الحال موقعها- في قولهم: ها أنا ذا قائمًا، ثم هذه الحال عندهم- من الأحوال اللازمة، التي لا يَسْتَغْنِي الكلامُ عَنْها.
الثالث: أن يكون {هاأنتم هؤلا} على ما تقدم- أيضا- ولكن هَؤلاءِ هنا موصول، لا يتم إلا بصلةٍ وعائدٍ، وهما الجملة من قوله: {حَاجَجْتُمْ}، ذكره الزمخشريُّ.
وهذا إنما يتجه عند الكوفيين، تقديره: ها أنتم الذين حاججتم.
الرابع: أن يكون {أنْتُمْ} مبتدأ، و{حَاجَجْتُمْ} خبره، و{هؤلاء} منادًى، وهذا إنما يتَّجِه عند الكوفيين أيضا؛ لأن حرفَ النداء لا يُحْذَف من أسماء الإشارة، وأجازه الكوفيون وأنشدوا: [البسيط]
إنَّ الأولى وَصَفُوا قَوْمِي لَهُمْ فَبِهِمْ ** هَذَا اعْتَصِمْ تَلْقَ مَنْ عَادَاكَ مَخْذُولا

يريد يا هذا اعتصم، وقول الآخر: [الخفيف]
لا يَغُرنَّكُمْ أولاَءِ مِنَ الْقَوْ ** مِ جُنُوحٌ لِلسِّلْمِ فَهْوَ خِدَاعُ

يريد: يا أولاء.
الخامس: أن يكون {هَؤلاءِ} منصوبًا على الاختصاص بإضمار فعل. و{أنتُمْ} مبتدأ، و{حَاجَجْتُمْ} خبره، وجملة الاختصاص مُعْتَرِضَةٌ.
السادس: أن يكون على حذف مضافٍ، تقديره: ها أنتم مثل هؤلاء، وتكون الجملة بعدَها مُبَيِّنَةٌ لوجه الشبه، أو حالًا.
السابع: أن يكون {أنْتُمْ} خبراص مقدمًا، و{هَؤلاءِ} مبتدأ مؤخرًا.
وهذه الأوجهُ السبعةُ قد تقدم ذكرُها، وذكرُ من نسبت إليه والردُّ على بعض القائلين ببعضها، بما يغني عند إعادته في سورة البقرةِ عند قوله تعالى: {ثُمَّ أَنْتُمْ هؤلاء تَقْتُلُونَ} [البقرة: 85] فليلتفت إليه.
قوله: {فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ} ما يجوز أن تكون معنى الذي وأن تكونَ نكرةً موصوفةً.
ولا يجوز أن تكون مصدرية؛ لعود الضمير عليها، وهي حرف عند الجمهور، و{لَكُمْ} يجوز أن يكون خبرًا مقدمًا، و{عِلمٌ} مبتدأ مؤخرًا، والجملة صلة لِما أو صفة، ويجوز أن يكون لكم وحده صلة، أو صفة، و{عِلْمٌ} فاعلٌ به؛ لأنه قد اعتمد، و{بِهِ} متعلق بمحذوف؛ لأنه حال من {عِلْمٌ} إذ لو تأخَّر عنه لصَحَّ جَعْلُه نعتًا له، ولا يجوز أن يتعلق بـ {عِلمٌ} لأنه مصدر، والمصدر لا يتقدم معموله عليه، فإن جعلته متعلِّقًا بمحذوف يفسِّره المصدرُ جاز ذلك، وسُمي بيانًا. اهـ.

.قال القرطبي:

في الآية دليل على المنع من الجدال لمن لا علم له، والحظرِ على من لا تحقيق عنده فقال عز وجل: {هاأنتم هؤلاء حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ فَلِمَ تُحَآجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ}.
وقد ورد الأمر بالجدال لمن علِم وأيقن فقال تعالى: {وَجَادِلْهُم بالتي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125].
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أتاه رجل أنكر ولده فقال: يا رسول الله، إن امرأتي ولدت غلامًا أسود.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هل لك من إبل»؟ قال نعم، قال: «ما ألوانها»؟ قال: حُمْرٌ: قال: «هل فيها من أَوْرَق»؟ قال نعم، قال: «فمن أين ذلك»؟ قال: لعل عِرْقًا نَزَعه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وهذا الغلام لعل عِرقًا نزعه» وهذا حقيقة الجدال ونهايةٌ في تبيين الاستدلال من رسول الله صلى الله عليه وسلم. اهـ.

.القراءات والوقوف:

قال النيسابوري:

.القراءات:

{ها أنتم} بالمد وغير الهمزة حيث كان: أبو جعفر ونافع وأبو عمرو.
وروى ابن مجاهد وأبو عون عن قنبل {ها أنتم} على وزن هعنتم الباقون بالمد والهمز.

.الوقوف:

{الكاذبين} o {القصص الحق} ج ط {إلا الله} ط {الحكيم} o {المفسدين} o {من دون الله} ط لتناهي جملة وافية إلى ابتداء شرط {مسلمون} o {من بعده} ط {تعقلون} o {ليس لكم به علم} ط {لا تعلمون} o {مسلمًا} ط {المشركين} o {والذين آمنوا} ط {المؤمنين} o {لو يضلونكم} ط {يشعرون} o {تشهدون} o {تعلمون} o. اهـ.
فصل:
المراد من قوله: {حاججتم فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ} هو أنهم زعموا أن شريعة التوراة والإنجيل مخالفة لشريعة القرآن فكيف تحاجون فيما لا علم لكم به وهو ادعاؤكم أن شريعة إبراهيم كانت مخالفة لشريعة محمد عليه السلام؟.
ثم يحتمل في قوله: {هأَنتُمْ هؤلاء حاججتم فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ} أنه لم يصفهم في العلم حقيقة وإنما أراد إنكم تستجيزون محاجته فيما تدعون علمه، فكيف تحاجونه فيما لا علم لكم به ألبتة؟.
ثم حقق ذلك بقوله: {والله يَعْلَمُ} كيف كانت حال هذه الشرائع في المخالفة والموافقة {وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} كيفية تلك الأحوال. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

.من لطائف القشيري:

يعني ما كان في كتابكم له بيان، ويصح أن يكون لكم عليه برهان، فَخَصَّهُمْ في ذلك إمَّا بحق وإما بباطل، فالذي ليس لكم ألبتة عليه دليل ولا لكم إلى معرفته سبيل فكيف تصديتم للحكم فيه، وادِّعاء الإحاطة به؟!. اهـ.